
من يسيء إلى الآخر أكثر؟!!
أرى دائماً وأعتقد أننا جميعاً نرى ونسمع ونقرأ العديد من المقالات في الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونيه من كتــّـاب وكاتبات يتبعون دائماً أسلوب الهجوم على الغرب والإعلام الغربي وصحافته ، بحجة إسائته الدائمه للمسلمين بشكل عام والعرب على وجه الخصوص ، لكن من ناحية أخرى وأنا هنا لا أدافع عنهم ولا تربطني بهم أي علاقه أو مصلحه ، لكني أرى بأنهم غير مُلامون أبداً على كل ما يطرح في إعلامهم المرئي والمقروء والمسموع من هجوم على العرب ، والسبب يكمن في العرب أنفسهم ، لِمَ لا وهم من يسيئون إلى أنفسهم وأوطانهم وإلى أهلهم أحياناً في مقالاتهم أو بعض العبارات التي تـُـكتب في صفحاتهم الشخصيه؟!!
ولأني سعوديه ، سأتحدث عن مجتمعي بشكل خاص ..
السعوديه بشكل خاص مستهدفه من الجميع حتى من العرب وليس من الغرب فقط ، لذلك نحن مجبورين بأن نحسب خطواتنا جيداً خصوصاً في ما نكتب وفي ما نخص به مجتمعنا في سطورنا ، وأي شخص يريد أن يزيد عدد مشاهدي القناة الخاصه به على الـ(يوتيوب) مثلاً ، فمن الأفضل أن يطلق على الفتيات أو الشباب الذين في المقطع مسمى (سعوديات أو سعوديين) ، مع العلم بأنهم ليسواْ خليجيين إطلاقاً في الواقع ، لكن لأن السعوديه هي محط أنظار جميع الدول والشعوب في العالم ولو أنكر البعض هذا الشيء ..
لكن ما يزيد من دهشتي ودهشة العديد غيري هو أنه في الآونه الأخيره ظهرت لنا صحيفه الكترونيه تطلق على نفسها (وكاله) للأخبار السعوديه ، لكني أراها (وكالة الفضائح السعوديه) وليست وكالة أخبار عامه ، فهذا الموقع بالذات هو حتى الآن أكثر المواقع إساءةً للشعب السعودي حكومةً وشعباً ، وأنا شخصياً سبق وأن أسيء إليّ عبر صفحاتها بلا أي وجه حق ، ولا أزال حتى الآن أملك حق مقاضاتها شرعاً وقانوناً ..
فمجموعه كبيره من الأشخاص (العـرب) أصبحواْ يتـفوّهون و(بـ وجه مليان) كما نقول ، بأشنع وأبشع المسمّيات علينا كسعوديات وسعوديين ، وإن وجدت الرغبه في النقاش فـأول ما يظهرونه أمامي كدليل على صحة كلامهم هي الصفحه الرئيسيه لذلك الموقع!!
عجباً!!
نحن شعب المملكة العربية السعودية أطهر أرض وأضخم اقتصاد وأشد نظام وأكثر دين ، أصبحنا (ملطشه) لأُمَم لا تعرف عنا سوى ما تقرأه على صفحات الإنترنت وتشاهده في الفضائيات ، ونحن عِوضاً عن إظهار محاسننا وما لدينا من علم وثقافه ومن أدباء ومثقفين وعلماء وتطور ، أصبح منـّا من يسعى جـــاهداً لإظهار المساوئ – فقط – متناسياً بأن الإنترنت صفحاته متاحه للقاصي والداني ، وليس لهذا الشخص ولا لموقعه أي فائده سوى إثارة البلبله وتشويه صورة الوطن أياً كانت الوسيله!!
في كل مره أفتح بها صفحة ذلك الموقع اتذكر تماماً قناة (الإصلاح) والتي هي بعيده تماماً عن مسماها وليس لها من إسمها نصيب ، فهي لإثارة الفتن وجمع أكبر عدد من المعارضين للحكم والتي يقودها (وجه النحس) سعد فقيه والذي هو الآخر ليس له من إسمه نصيب ، فليس وجهه وجه سعد ولا يفقه في أمور الدوله أو حتى في كلامه الغير موزون شيء ، لكن الفرق هو أن هذا موقع إلكتروني مقروء ، وتلك قناة فضائيه مرئيه ..
والمصيبة الأعظم هي في موقع (Facebook) الشهير ، والفضائح السعوديه التي لا تقل عن أي فضيحه في أي مكان بالعالم ، بل وقد تكون أقل من فضائحهم (لكن الفرق بأنهم لا يظهرونها بالشكل المخزي التي يظهرونها (بـعـــض) أبناء وطننا الحبيب – قاتلهم الله أينما كانواْ-) ، ففي عام 2009 م ، ظهرت لنا قضية المجاهر بالمعصيه واحتلت المركز الأول – كقضية رأي عام – وأصبح الـ(Facebook) موقعاً للتشهير فقط بالمجاهر في تلك الفتره وكأنه لا يوجد من أساء لوطنه غيره في هذه الحياة (متناسين وجود زعيم القاعده أسامه بن لادن الذي أساء للإسلام أولاً وقبل كل شيء ، وسعد فقيه المـُعارض المريض نفسياً والذي لا يعي ما يقول) وما هما سوى إرهابييَّن أساءواْ لدينهم أولاً ثم لمليكهم ووطنهم والعرب عموماً ، ولم يتبقى سوى ذلك المجاهر ، وقضيته أمام الغربي والعربي والخليجي ، مع العلم بأنه أساء لنفسه فقط لأنه تحدث عن نفسه ولم يتحدث بإسم الشعب السعودي عموماً إطلاقـاً!!
ثم واجهنا فضيحه أخرى تتبع قضية المجاهر مع تلك الإعلاميتيَّن اللـّتين بسببهما أصبحنَ إعلامياتـنا جميعاً منسقات للمجاهرين في نظر مرتادي الـ(Facebook) ، سواءً خليجيين كانواْ أم عرب من أي دوله ، وكأنه لا يوجد قضايا إعلاميه في العالم سوى قضيتهما والتشهير بهما أمام الملأ ..
ويلي تلك الفضائح مباشره ، واجهت محافظة جده كارثه طبيعيه خلـّفت وراءها العديد من الغرقى جراء السيول ، ثم ابتدأت فضائح جديده لا يعلم مداها إلاّ الله ، فأصبحنا بلد فاسد إدارياً وليس للشعب السعودي من الإسلام نصيب سوى إسمه ، ولا نؤمـَّن على شيء ولسنا أهلاً للأمانه أصلاً ، وكأن الخائنين لم يـُخلقواْ إلا بالمملكه فقط ، متناسين (فيضان تسونامي) الذي ضرب اندونيسيا وسيريلانكا وتايلند والذي خلـّف وراءه (مـئـات الآلاف) من الغرقى والمصابين والمفقودين ، ورمّـل من رمـّل ويتـّم من يتـّم وشرّد من شرّد ، ولم نقرأ لهم فضائح أو نرى على الشاشات إتهامات و - مجموعات إنترنتيه – تطالب بمحاكمة أشخاص أو إقالتهم أو غير ذلك ، بل كانواْ أشد وأقوى إيماناً بقدرة الله ولم يعترضواْ على القـَدر خيره وشرّه ..
وأثـنــــــاء ما كان يجري من فضائح ، كنا نواجه ما هو أهم وأكبر ، وكان خبره أشد وقعاً على الشعب السعودي عامةً من الكارثه الطبيعيه التي حلت بمحافظة جده أو من المجاهر أو غيره ، فقد تسلل العدو ونشبت الحرب في جنوب المملكه وحتى كتابة هذه الأسطر يوجد العديد من النازحين المتضررين والذين لا حول لهم ولا قوه ، جراء ما حصل من تسلل أتباع المجوس للقضاء على أرض المملكه واغتيال حماة أراضيها ، واُستشهد من الجنود من اُستشهد وأُصيب من أُصيب ، ولم أقرأ في صفحات الـ(Facebook) سوى القليل من التغطيات الإخباريه (المنسوخه روابطها من الصحف) ، والقليل من المؤازرين لحماة الوطن وأرضه وشعبه – فقط - ولم أقرأ شيئاً مما أقرأه في الفضائح !!
وفي مقابل كل ما حصل وما يحصل ، نرى الكثير والكثير ممن شغلهم الشاغل هو الدعاء على الغرب والغضب منهم لإساءتهم للشعب السعودي ، مع أنه يوجد الكثير والكثير من أبناء الوطن من يسيء إلى الشعب ، فمنهم من يسيء إلى – بنات الوطن – ويصفهم بالقبح أو الغباء أو الفشل أو غير ذلك ، وهم كشباب سعوديين لم يخرجواْ إلاّ من بطون أمهات سعوديات ، وشقيقاتهم سعوديات وبناتهم سعوديات ، وتربيتهم سعوديه بعاداتها وتقاليدها ، أين هم من ذلك؟! أين هم من كونهم سعوديين أصلاً؟! وهل يرضى أحد هؤلاء بأن تتحدث الفتيات عنه وعن الرجل السعودي بتلك الألفاظ النابـيه وذلك الأسلوب الأكثر إساءةً له أولاً ثم للفتاة السعوديه ، وأن ينعتـنَ الرجال بأكثر الأساليب الفاضحه والساخره - حتى وإن كان الحق معهنّ أحياناً - ؟!
وقد نجد من يسيء إلى القنوات السعوديه (أمام الملأ) مع أنها فخر لجميع العرب وليست للسعوديين فقط ، ومنهم من يسيء إلى الفن السعودي علناً في صفحته ويبشـّع فنـّانيه ويقبّح فنـّهم بشتى الأوصاف والكثير من الإساءات مما لا يعد ولا يحصــى!!
حسنــاً ..
كيف نريد الآن من الغرب أن يحسـّنواْ صورتنا كشعب؟! وكيف نطلب منهم احترام خصوصيتنا ونحن لدينا – سعوديين – قد كرّسواْ وقتهم فقط للإساءة لوطنهم وشعبه؟! هل نطلب ذلك من الغريب وننسى من يعيش بيننا ولا يحترم خصوصيتنا وخصوصية قضايانا وهمومنا ومشاكلنا ولا يفكر بالسعي لحلـّها بطرق أخرى أفضل؟! هل نسكت لمن يثير الفتنه ويسعى لإظهار نقاط الضعف التي تـُمكـّن العدوّ منـّا ومن أرضنا؟! .. بالتأكيد ستغزو إيران المملكه وستـُحرك الحوثيين نحوأرضنا كـألعاب الشطرنج كيفما أرادت طالما أنها ترى بأن بها من (الجحوش) من يسعى للنيل من حماة أراضيها ودينها عبر مواقعهم المدججه وعقولهم المفخخه بالأكاذيب والأفكار السوداويه والتي تنفجر واحده تلو الأخرى وتتبعثر عبر أقلامهم ومواقعهم وصفحاتهم الكئيبه ..
والآن ..
من يسيء إلى الآخـر؟!
هل الغرب من يسيء لنا ، أم بيننا من يسيئون إلينا؟!
هناك 3 تعليقات:
أختي وصديقتي العزيزه مرام عبد العزيز . . . .
مقـــال رائع يضرب على الوتر الحساس ، مقال جداً به الكثير والكثير من المعاني المتخفيه ما بين الاسطـر اتمنى من اشخاص معينين حين أن يمرون عليها ان يجددوا ما هم به من ( فضائح ) فلا يرغبون ان تنشر فضائحهم ( الوكاله ) اختي العزيزه مرام
وفقك الله ابدعتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أنا سعودي ولله الحمد والمنة
وبكل فخر واعتزاز اكتشفت وليس مؤخرا
بأنني كسعودي محط أنظار الكثير من الناس واقصد بذلك غير السعوديين والمتصيدين لأخطائنا كسعوديين،،
أؤيد وبشدة بأن من يبحث وراء أخطاءنا كشعب سعودي بأنه شخص لا يجد ما يعمله في حياته،، وهو بالتأكيد أحد أعداء النجاح ،، وأقصد بالنجاح هو نجاحنا كشعب سعودي في الوصول لأفضل مكانة للسمعة الطيبة ،، ولله الحمد والمنة نحن أفضل شعب يحترم دينه ،، وأعتقد بأن لكل مجتمع شرذمة قليل تشوه الصورة الجميلة لذلك المجتمع وبحكم أننا نفوق العشرين مليون نسمه حسبما أعلم فمن الطبيعي أن تلك الشرذمة تصبح ويكأنها نسبه كبيرة ،، وللأسف الشديد أن من يمثل الصورة الجميلة لا يحاولون تحسين الصورة التي يقوم أفراد الشرذمة المذكورة بتشويهها ،، هذا على الأقل من وجهة نظري وما أحببت أن أوصله، أشكر لك غيرتك على وطنك وأتحفظ على بعض ما ذكر في مقالك إلا أنني أسجل إعجابي الشديد بقلمك، وفقك الله لما يحب ويرضاه،،،،،،،،
تحياتي: عبدالمجيد .. الرياض
مقالك رائع,,,,
واذا لم تكوني تعلمين الحقيقة فإن صاحب ذلك الموقع شيعي ولا يبحث الا عن الذي يسيء الى المملكة ولاحظي بأنه لا ينشر اي خبر يسيء الى الشيعة ابداً
وكل اخباره عن الهيئة وعن السنة فقط واذا نشر خبرا عن الشيعة تلاحظين بأنه "يلمع" فيهم ويحسن صورتهم
لأنه فعلا حقير وانا وغيري نطالب بـحجب موقعة ومحاسبتة لأنه لا يستحق الجنسية السعودية اصلاً لأنه ناكر وجاحد
اهنئك على وضوحك وصراحتك في مقالاتك
شكرا لك يا مبدعة
إرسال تعليق