الخميس، 31 ديسمبر 2009

أقلام أبناء الوطن أم إعلامهم؟!



من يسيء إلى الآخر أكثر؟!!

أرى دائماً وأعتقد أننا جميعاً نرى ونسمع ونقرأ العديد من المقالات في الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونيه من كتــّـاب وكاتبات يتبعون دائماً أسلوب الهجوم على الغرب والإعلام الغربي وصحافته ، بحجة إسائته الدائمه للمسلمين بشكل عام والعرب على وجه الخصوص ، لكن من ناحية أخرى وأنا هنا لا أدافع عنهم ولا تربطني بهم أي علاقه أو مصلحه ، لكني أرى بأنهم غير مُلامون أبداً على كل ما يطرح في إعلامهم المرئي والمقروء والمسموع من هجوم على العرب ، والسبب يكمن في العرب أنفسهم ، لِمَ لا وهم من يسيئون إلى أنفسهم وأوطانهم وإلى أهلهم أحياناً في مقالاتهم أو بعض العبارات التي تـُـكتب في صفحاتهم الشخصيه؟!!

ولأني سعوديه ، سأتحدث عن مجتمعي بشكل خاص ..

السعوديه بشكل خاص مستهدفه من الجميع حتى من العرب وليس من الغرب فقط ، لذلك نحن مجبورين بأن نحسب خطواتنا جيداً خصوصاً في ما نكتب وفي ما نخص به مجتمعنا في سطورنا ، وأي شخص يريد أن يزيد عدد مشاهدي القناة الخاصه به على الـ(يوتيوب) مثلاً ، فمن الأفضل أن يطلق على الفتيات أو الشباب الذين في المقطع مسمى (سعوديات أو سعوديين) ، مع العلم بأنهم ليسواْ خليجيين إطلاقاً في الواقع ، لكن لأن السعوديه هي محط أنظار جميع الدول والشعوب في العالم ولو أنكر البعض هذا الشيء ..

لكن ما يزيد من دهشتي ودهشة العديد غيري هو أنه في الآونه الأخيره ظهرت لنا صحيفه الكترونيه تطلق على نفسها (وكاله) للأخبار السعوديه ، لكني أراها (وكالة الفضائح السعوديه) وليست وكالة أخبار عامه ، فهذا الموقع بالذات هو حتى الآن أكثر المواقع إساءةً للشعب السعودي حكومةً وشعباً ، وأنا شخصياً سبق وأن أسيء إليّ عبر صفحاتها بلا أي وجه حق ، ولا أزال حتى الآن أملك حق مقاضاتها شرعاً وقانوناً ..

فمجموعه كبيره من الأشخاص (العـرب) أصبحواْ يتـفوّهون و(بـ وجه مليان) كما نقول ، بأشنع وأبشع المسمّيات علينا كسعوديات وسعوديين ، وإن وجدت الرغبه في النقاش فـأول ما يظهرونه أمامي كدليل على صحة كلامهم هي الصفحه الرئيسيه لذلك الموقع!!

عجباً!!

نحن شعب المملكة العربية السعودية أطهر أرض وأضخم اقتصاد وأشد نظام وأكثر دين ، أصبحنا (ملطشه) لأُمَم لا تعرف عنا سوى ما تقرأه على صفحات الإنترنت وتشاهده في الفضائيات ، ونحن عِوضاً عن إظهار محاسننا وما لدينا من علم وثقافه ومن أدباء ومثقفين وعلماء وتطور ، أصبح منـّا من يسعى جـــاهداً لإظهار المساوئ – فقط – متناسياً بأن الإنترنت صفحاته متاحه للقاصي والداني ، وليس لهذا الشخص ولا لموقعه أي فائده سوى إثارة البلبله وتشويه صورة الوطن أياً كانت الوسيله!!

في كل مره أفتح بها صفحة ذلك الموقع اتذكر تماماً قناة (الإصلاح) والتي هي بعيده تماماً عن مسماها وليس لها من إسمها نصيب ، فهي لإثارة الفتن وجمع أكبر عدد من المعارضين للحكم والتي يقودها (وجه النحس) سعد فقيه والذي هو الآخر ليس له من إسمه نصيب ، فليس وجهه وجه سعد ولا يفقه في أمور الدوله أو حتى في كلامه الغير موزون شيء ، لكن الفرق هو أن هذا موقع إلكتروني مقروء ، وتلك قناة فضائيه مرئيه ..

والمصيبة الأعظم هي في موقع (Facebook) الشهير ، والفضائح السعوديه التي لا تقل عن أي فضيحه في أي مكان بالعالم ، بل وقد تكون أقل من فضائحهم (لكن الفرق بأنهم لا يظهرونها بالشكل المخزي التي يظهرونها (بـعـــض) أبناء وطننا الحبيب – قاتلهم الله أينما كانواْ-) ، ففي عام 2009 م ، ظهرت لنا قضية المجاهر بالمعصيه واحتلت المركز الأول – كقضية رأي عام – وأصبح الـ(Facebook) موقعاً للتشهير فقط بالمجاهر في تلك الفتره وكأنه لا يوجد من أساء لوطنه غيره في هذه الحياة (متناسين وجود زعيم القاعده أسامه بن لادن الذي أساء للإسلام أولاً وقبل كل شيء ، وسعد فقيه المـُعارض المريض نفسياً والذي لا يعي ما يقول) وما هما سوى إرهابييَّن أساءواْ لدينهم أولاً ثم لمليكهم ووطنهم والعرب عموماً ، ولم يتبقى سوى ذلك المجاهر ، وقضيته أمام الغربي والعربي والخليجي ، مع العلم بأنه أساء لنفسه فقط لأنه تحدث عن نفسه ولم يتحدث بإسم الشعب السعودي عموماً إطلاقـاً!!

ثم واجهنا فضيحه أخرى تتبع قضية المجاهر مع تلك الإعلاميتيَّن اللـّتين بسببهما أصبحنَ إعلامياتـنا جميعاً منسقات للمجاهرين في نظر مرتادي الـ(Facebook) ، سواءً خليجيين كانواْ أم عرب من أي دوله ، وكأنه لا يوجد قضايا إعلاميه في العالم سوى قضيتهما والتشهير بهما أمام الملأ ..

ويلي تلك الفضائح مباشره ، واجهت محافظة جده كارثه طبيعيه خلـّفت وراءها العديد من الغرقى جراء السيول ، ثم ابتدأت فضائح جديده لا يعلم مداها إلاّ الله ، فأصبحنا بلد فاسد إدارياً وليس للشعب السعودي من الإسلام نصيب سوى إسمه ، ولا نؤمـَّن على شيء ولسنا أهلاً للأمانه أصلاً ، وكأن الخائنين لم يـُخلقواْ إلا بالمملكه فقط ، متناسين (فيضان تسونامي) الذي ضرب اندونيسيا وسيريلانكا وتايلند والذي خلـّف وراءه (مـئـات الآلاف) من الغرقى والمصابين والمفقودين ، ورمّـل من رمـّل ويتـّم من يتـّم وشرّد من شرّد ، ولم نقرأ لهم فضائح أو نرى على الشاشات إتهامات و - مجموعات إنترنتيه – تطالب بمحاكمة أشخاص أو إقالتهم أو غير ذلك ، بل كانواْ أشد وأقوى إيماناً بقدرة الله ولم يعترضواْ على القـَدر خيره وشرّه ..

وأثـنــــــاء ما كان يجري من فضائح ، كنا نواجه ما هو أهم وأكبر ، وكان خبره أشد وقعاً على الشعب السعودي عامةً من الكارثه الطبيعيه التي حلت بمحافظة جده أو من المجاهر أو غيره ، فقد تسلل العدو ونشبت الحرب في جنوب المملكه وحتى كتابة هذه الأسطر يوجد العديد من النازحين المتضررين والذين لا حول لهم ولا قوه ، جراء ما حصل من تسلل أتباع المجوس للقضاء على أرض المملكه واغتيال حماة أراضيها ، واُستشهد من الجنود من اُستشهد وأُصيب من أُصيب ، ولم أقرأ في صفحات الـ(Facebook) سوى القليل من التغطيات الإخباريه (المنسوخه روابطها من الصحف) ، والقليل من المؤازرين لحماة الوطن وأرضه وشعبه – فقط - ولم أقرأ شيئاً مما أقرأه في الفضائح !!

وفي مقابل كل ما حصل وما يحصل ، نرى الكثير والكثير ممن شغلهم الشاغل هو الدعاء على الغرب والغضب منهم لإساءتهم للشعب السعودي ، مع أنه يوجد الكثير والكثير من أبناء الوطن من يسيء إلى الشعب ، فمنهم من يسيء إلى – بنات الوطن – ويصفهم بالقبح أو الغباء أو الفشل أو غير ذلك ، وهم كشباب سعوديين لم يخرجواْ إلاّ من بطون أمهات سعوديات ، وشقيقاتهم سعوديات وبناتهم سعوديات ، وتربيتهم سعوديه بعاداتها وتقاليدها ، أين هم من ذلك؟! أين هم من كونهم سعوديين أصلاً؟! وهل يرضى أحد هؤلاء بأن تتحدث الفتيات عنه وعن الرجل السعودي بتلك الألفاظ النابـيه وذلك الأسلوب الأكثر إساءةً له أولاً ثم للفتاة السعوديه ، وأن ينعتـنَ الرجال بأكثر الأساليب الفاضحه والساخره - حتى وإن كان الحق معهنّ أحياناً - ؟!

وقد نجد من يسيء إلى القنوات السعوديه (أمام الملأ) مع أنها فخر لجميع العرب وليست للسعوديين فقط ، ومنهم من يسيء إلى الفن السعودي علناً في صفحته ويبشـّع فنـّانيه ويقبّح فنـّهم بشتى الأوصاف والكثير من الإساءات مما لا يعد ولا يحصــى!!

حسنــاً ..

كيف نريد الآن من الغرب أن يحسـّنواْ صورتنا كشعب؟! وكيف نطلب منهم احترام خصوصيتنا ونحن لدينا – سعوديين – قد كرّسواْ وقتهم فقط للإساءة لوطنهم وشعبه؟! هل نطلب ذلك من الغريب وننسى من يعيش بيننا ولا يحترم خصوصيتنا وخصوصية قضايانا وهمومنا ومشاكلنا ولا يفكر بالسعي لحلـّها بطرق أخرى أفضل؟! هل نسكت لمن يثير الفتنه ويسعى لإظهار نقاط الضعف التي تـُمكـّن العدوّ منـّا ومن أرضنا؟! .. بالتأكيد ستغزو إيران المملكه وستـُحرك الحوثيين نحوأرضنا كـألعاب الشطرنج كيفما أرادت طالما أنها ترى بأن بها من (الجحوش) من يسعى للنيل من حماة أراضيها ودينها عبر مواقعهم المدججه وعقولهم المفخخه بالأكاذيب والأفكار السوداويه والتي تنفجر واحده تلو الأخرى وتتبعثر عبر أقلامهم ومواقعهم وصفحاتهم الكئيبه ..

والآن ..

من يسيء إلى الآخـر؟!

هل الغرب من يسيء لنا ، أم بيننا من يسيئون إلينا؟!

الاثنين، 13 يوليو 2009

عقود (الاحتقار) في شركات الإنتاج الفني



عقود (الاحتقار) في شركات الإنتاج الفني

خلال الأسابيع الماضية اتصل بي أحد الصحفيين وطلب مني كتابة مقال في أحد زوايا المجلة ، ولم يكن أي مقال ، بل كان عن نظرة فنية أسطرها لكم من خلال هذه الزاوية ..

لم أفكر مطلقاً عن الموضوع الذي سأبدأ بطرحه ، لأنه وأثناء اتصاله كنت أكتب قصة فيلم يناقش قضايا ومشاكل تتعلق بمجتمعنا السعودي ، هذا الفيلم الذي أثق تمام الثقة بأنه بعد العرض سيحقق ردود أفعال قويه وسينجح بإذن الله بما فيه من قصص مثيره من واقع مجتمعنا السعودي ، لكن لن أكتب هنا قصة الفيلم أو نبذة عن الشركة المنتجة ، بل سأسأل سؤال واحد وبسيط جداً وإجابته أعتقد بأنني أعرفها مسبقاً .. من سيقوم بتأدية أدوار هذا الفيلم ؟!

ليس لديّ أي عنصريه ، وهذه العبارة دائماً أرددها ، ودائماً ما نرى الممثلات الخليجيات يقومون بأدوار البطولة في المسلسلات (السعودية) ، والسبب واضح ، لأننا لا نملك عدد كافي من الممثلات السعوديات اللاتي يستطعن تأدية تلك الأدوار ، لكن في ذلك الفيلم أريد أن كل ممثل وممثلة ينتمون إلى هذا المجتمع أباً عن جد ، وأريدهم هم الذين يجسدون تلك الأدوار التي تناقش قضايا بلدهم ..

وشعرت بسعادة حين سمعت عن فلانة وفلانة وفلانة من الشابات السعوديات دخلن هذا المجال ، لكن سرعان ما تلاشت تلك المشاعر حين علمت باحتكارهن من خلال إحدى شركات الإنتاج ..

كيف لهذه الشركات أن تحتكر وجوه جديدة تبحث عن الانتشار من خلال شركات الإنتاج المنتشرة والقنوات الفضائية ، ومع ذلك يتم احتكارهن لدى شركة لا تنتج مسلسلاتها إلا لقناة واحدة فقط ؟!

قد يكون التفكير المادي واندفاع هؤلاء الممثلات بدون التفكير أحياناً في النواحي السلبية الأخرى لهذا الموضوع هو السبب الرئيسي في موافقتهن عن احتكارهن من خلال الشركة التي قدمت لهن هذا العرض ، والآن لو أرادت أي شركة أخرى أن تنتج فيلماً سعودياً يناقش قضايا جريئة وحساسة ومهمة فلن تجد سوى أن تستعين بأخريات يتحدثن اللهجة السعودية ، وبالتأكيد لن يتحدثن بها بطلاقة ولن ينجحن في ذلك ، لكن هذا هو (المتوفر) وإلا فسيتوقف إنتاج العمل ..

لو كنا في دولة خليجية أو عربية أخرى لكان هذا الموضوع بسيط جداً ، فحين يتم احتكار خمسة من الممثلات فسيكون هناك الكثير من البديلات ، لكن هنا إن تم احتكار هذا العدد فلن يكون هناك أي بديل ، فأنا أعتقد بأنني بأنني الوحيدة التي لم تحتكر حتى الآن ، فدائماً أقول أن الممثلات السعوديات لدينا قلائل فهنّ (كم حبة) يتم عـدّهن على أصابع اليد الواحده ، أما (المحسوبات على السعودية) فهن يتحدثن اللهجة السعودية لكنهن ليسواْ بسعوديات لا من قريب ولا من بعيد ولا يتحدثن اللهجة ببراعـة كـبراعة بنــات البلد ..

سألت إحدى المرات واحدة من الممثلات السعوديات اللاتي يشاركن في إحدى الأعمال والتقيت بها في أحد الأدوار وسألتها متى سينتهي عقد احتكارك؟ أجابتني بأن ما تبقى على انتهاءه ما يقارب السنة والنصف ، أي ثمانية عشر شهراً سأنتظر أن ينتهي ثم أبدأ بتصوير الفيلم ، ولا أعلم إن كان عقدها سيتجدد أم لا ، لذلك ولأنني لا أثق بهذا الموضوع فسأضطر أن أنتهي من كتابة السيناريو وأبدأ بتصوير الفيلم بالاستعانة بممثلات من الخارج ، يا للأسف كم تمنيت أن يتم إلغاء فكرة الاحتكار في السعودية وأن يحظين هؤلاء الممثلات باهتمام أكبر وانتشار أوسع وأن تعلو نجوميتهن ويصلن إلى العالمية ، خصوصاً وأن الممثلة السعودية كالعملة النادرة يصعب الحصول عليها ومع ذلك نجدهن مقيّدات بعقود وشروط معقدة ، وما يزيد التعقيد هو أن شركات الإنتاج في السعودية والخليج مرتبطين ببعضهم البعض ، فلو احتـُكرت إحدى تلك الممثلات سيعلم جميع المخرجين وإدارات تلك الشركات في الخليج بهذا العقد وسيهضم حق تلك الممثلة وسيبقى اسمها في الأرشيف ويتم نسيانها حتى بعد انتهاء عقدها ، وهذه أعظم مشكلة ..

أتمنى أن تعيد تلك الممثلات حساباتهن ويفكرن ملياً قبل أن يوقعن على عقود الاحتكار ، فمن حق أي ممثلة أن تشارك في أعمال أخرى مع شركات وقنوات مختلفة يقدون لها الأفضل ، وأتمنى أن تفكر تلك الشركات قبل أن يحتكرن أي ممثلة سعودية ، فهذا ظلم وإجحاف في حق ابنة بلدهم ، وأن يقدمون لها الأفضل من جميع النواحي ، فهي الأحق بأكبر الأعمال وأفضل الأجور ، فهذه السعودية قاومت وتعدّت الخط الأحمر وجاهدت وخاطرت بنفسها أمام العادات والتقاليد والمجتمع لكي تصل إلى ما تريد ، وفي الأخير يأتي من لا يقدّر لها هذا الشيء ويحبطها ويشد من قيدها ويحتكرها وكأنه (استعبدها) لكي تقدم أفضل ما لديها لشركته فقط ..

أحمد الله أني لم أقع في شباك الاحتكار مهما علا شأن الشركة ، فمن حقي أن أعيش وأن أعمل كما أريد ومع من أريد .. أعاذني الله وأعاذ جميع الممثلات السعوديات من شر عقود (الاحتقار) تلك ، فهو ليس عقد احتكار بل عقد احتقار لأنه يقلل من موهبة تلك الممثلة وابداعها ونجوميتها المفترضة ..



دمتم بكل ود ،،،
مـرام عبدالعزيـــــز