الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008

السعودية وأمريكا وجهين لعملة واحدة


الموقف الأول - خرجت سيدة شقراء ذات عينان زرقاوان من السفارة الهولندية بالمملكة بعد أن أنهت إجراءات تجديد جوازها "الهولندي" تبحث عن سيارتها وسائقها بين ازدحام السيارات في المواقف الرئيسية ، وعندما وجدت السيارة لم تجد سائقها بداخلها ، انتظرت لما يقارب العشرون دقيقة ولكنه لم يعد ، بحثت عنه في الأماكن المجاورة ولم تجده ، اعتقدت بأنه في إحدى دورات المياه المتواجدة في المنطقة أو في أحد الكافتيريات ، فلم تجد حلاً سوى أنها تسأل أول شخص يقابلها عن أقرب دورة مياه للرجال أو أي كافتيريا موجود ، وأول شخص قابلها كان شاب سعودي في العشرينات من العمر ، سألت تلك المرأة الشاب باللغة الإنجليزية وأجابها ، ذهبت في الطريق الذي أخبرها عنه الشاب ، في الوقت الذي توجه به الشاب للسيارة التي تنتظره بها عائلته بعد أن أنهواْ إجراءات استخراج التأشيرات لتقضية الصيف في الجزر الكندية ، وبعد أن أقفل باب السيارة سأله والده: من تلك التي كنت تتحدث معها وماذا كانت تريد؟ أجابه الشاب: امرأة "أمريكية" تبحث عن دورة مياه قريبة للرجال لتجد سائقها ..

الموقف الثاني – قـرّر مجموعة من الأصدقاء في إحدى الدول الخليجية تمضية أسبوع من إحدى الإجازات الرسمية القصيرة ، فكروا ولم يجدوا أفضل من تمضيتها في إحدى الدول العربية القريبة والتي لا تحتاج إلى أي تأشيرة قد تـُأخر أو تـُعيق مشروعهم الترفيهي الذي لن يدوم سوى بضعة أيام قبل العودة للعمل ، وبالفعل استعد الجميع وانطلقوا في رحلة كانت رائعة بالنسبة لهم لما كان فيها من سهر وسكر وأنواع العربدة التي يخجل الإنسان من ذِكر إحداها ، خلال تلك الأيام التي تواجدوا أثناءها في تلك الدولة العربية كان أحد سكانها يجلس لينتظر إحدى زملاءه ليعودوا إلى المعرض الذي يعملون به بعد فترة الاستراحة ، فلفت نظره ما يفعله هؤلاء الشباب فأصبح ينظر إليهم باستنكار واحتقار لهول ما يشاهد من تصرفات مشينه تخرج من شباب يرتدون الثياب والأشمغة ، ترك ذلك المواطن العربي المكان وهو مستاء مما رأى وفي وجهه علامات الغضب ، وتوجه إلى سيارته وإذا بزميله يقابله ويسأله بتعجب: أرى أنك لست على ما يرام ، ماذا بك؟ أجابه: أبداً ، كالعادة ، مهزلة الشباب "السعوديون" التي لن تتوقف !!

كانت تلك قصتان قصيرتان ، أحداثهما حصلت وما زالت تحصل دائماً ..

السؤال: لماذا ارتبط الشعر الأشقر والعيون الزرقاء بالجنسية الأمريكية كما ارتبط الثوب والشماغ بالجنسية السعودية؟
لماذا يرتبط كل تصرف أو قرار سيء من أي دوله غربيه بأمريكا كما يرتبط أي تصرف مشين من أي شخص خليجي في الخارج بالسعودية؟
فالنفرض بأن هناك فعلاً مواطنون سعوديون كثيراً ما يسيئون التصرف في الخارج ، وهذه حقيقة لا جدال فيها ، فلسنا معصومون من الخطأ ، ولكن لماذا التعميم؟ هل من المعقول أن يكون كافة الشعب السعودي الذي تعدى الإثنان وعشرون مليوناً سيئاً لهذه الدرجة؟
هل كل من ارتدت العباءة سعودية؟ وكل من ارتدى الثوب سعودي؟ وهل كل من يمتلك تلك العيون الزرقاء والشعر الأشقر وتحدث الإنجليزية أصبح أمريكي؟ هل تلك المواصفات والثياب واللغات حكراً على هاتين الجنسيتين؟ وهل من الضروري أن كل من قاد سيارة بلوحات سعودية في الخارج أن يكون سعودي؟
الحقيقة هي أن هاتين الدولتين ما هما إلا وجهين لعملة واحدة !!
فجميعهما تحت المجهر وفي محط أنظار العالم الذي لن تتغير نظرته السيئة تجاه هذين الشعبين ، مع العلم بأنهم على تمام الثقة بأن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية هما أكثر دولتين في العالم تجمع جميع الجنسيات عربية كانت أم أجنبية ، فلم أعرف يوماً بأن سعودي ذهب لمصر أو سوريا أو لبنان أو حتى للفلبين ونيجيريا والسودان للبحث عن وظيفة ، بل العكس ..
لذلك نرى أن المملكة العربية السعودية هي مَجـْمع لجميع الجنسيات العربية التي تكتظ بها المملكة بمئات الآلاف ، لكن وللأسف فإن كل من أساء التصرف داخل المملكة أحتسب ذلك على السعودية والسعوديين ، ولو فكر بالسفر خارج المملكة بسيارته السعودية أصبح سعودي ، وكل من أساء التصرف أيضاً أو ارتكب حماقة في أي مكانٍ عام العالم أحتسب أيضاً على أمريكا والأمريكيين بمجرد أن رأى الناس ذلك الشعر الأشقر واستمعوا لكلماته الإنجليزية ..

الجزمه لكم يا عرب !!




لو كان فعلاً (جزمه) ويستاهل (الجزمه)
كان ما مشاكم على عجين ما يتلخبط يا عرب !!
إلى متى؟!
ستظلون شعباً عربياً يتفاخر كل منكم بقبيلته وعشيرته وجنسيته ، وتفتلون عضلاتكم على النساء معتقدون بأنها دليل على القوة والرجولة ، وأنتم أكثر من قد يعيش على وجه هذه الأرض جبناً وخوفاً ومهانة ، أين رجولتكم وشجاعتكم على من هم أعلى منكم منصباً وشأناً يا عرب؟! أهذه هي الشجاعة بنظركم؟! الرمي بالحذاء؟! قد يكون منتظر الزيدي هو أرجلكم وأشجعكم حين أقدم على هذه الخطوة وتجرأ برميه لحذاءه على الرئيس السابق جورج بوش ، ولكن أين هي شجاعته هذه في المؤتمرات السابقة التي عقدت في العراق بحظور سعادة الرئيس ؟!
أم أن "منتظر" اعتقد بأنها الزيارة (الوداعية) للعراق وأن صلاحياته انتهت مع فوز المرشح اوباما وتوليه الرئاسة وإغلاقه لمعتقل غوانتانامو؟! .. والغريب في الأمر أني أرى الجميع يهتف فرحاً لما حصل متجاهلون بأنها صفعة لكل العرب ودلالة على أن العرب ليسواْ سوى حثالة المجتمعات وأضعفهم وأقلهم شهامةً وشجاعة !!
الحذاء لم يصب الرئيس إطلاقاً لكن الرئيس أصابكم يا معشر العرب في دينكم وأراضيكم ونساءكم ودماءكم وأطفالكم ومساجدكم وكل ما يربطه علاقةً بكم !!
حذاء ؟! هل هذا ما أمكنكم فعله؟! .. الرجل الذي قتل أو (ضحّى) بأحد رؤساء العرب نهار العيد ، هل الرمي بالحذاء هو العقاب؟! أهذه هي الشجاعه؟! لو كان أحدكم شجاعاً بما يكفي لوقف أمام ملوكنا ورؤسائنا وفعل المستحيل لإيقاف تلك المهازل التي تحصل .. هل يعقل أن أقتل عربي مسلم في بلد عربي ومسلم وبعدها أرى أنواع الترحيب بي أينما ذهبت؟! أغلقت الشوارع والنافذ الرئيسية في الرياض وفي دبي وفي قطر وجميع الدول العربية وتعطلت مصالح الكثير من أبناء البلد أثناء زيارته الموقرة وكل تلك التدابير الأمنيه خوفاً من أن يصاب بأذى مع أنه استهان بدينكم يا عرب وقتل نسائكم وأطفالكم ورئيس من رؤساءكم ودعم عدوكم الصهيوني في احتلاله لفلسطين ولبنان والجولان .. والآن أرى الفرح والنصر في أعين الجميع وبين سطور كتاباتهم لمجرد أن قذفه أحد الصحفيين الذين يطمحون للشهرة بحذاءه !!
كم أنت مسكين يا عربي .. وكم أنا مسكينه وكم شعرت بالإهانه حين أرسل لي "جيمي" مواطن امريكي يعيش في فلوريدا ، إيميلاً به مقطع فيديو من اليوتيوب لمشهد الرمي بالحذاء ، وفي الآخر يسألني في محادثته: هل سبق لكِ أن شاهدته في الأخبار؟ ثم يقول لي هذه الكلمات :
arab poor despite all of their own and all that money and oil . but more is able to do is throwing the president . hehehehe . you are poor and weak and superficial . you need a hundred years so that we can nominate arab males (really men)!!
المعنى : العرب مساكين رغم كل ما لديهم من أموال ونفط إلا أن أكثر ما تمكنوا من فعله هو رمي الرئيس بالحذاء ، أنتم مساكين وضعفاء وسطحيين وتحتاجون إلى مئة سنة لكي نتمكن من تسمية الذكور العرب (رجال حقيقيين) !!
ما رأيكم يا من تفاخرتم بحذاء "منتظر" و بالمقابل فتحتم الطريق لعدوكم بالعبور بين منازلكم وأمنتم له الحمايه وخاطرتم بأرواحكم من أجله؟! بالفعل لم يكذب "جيمي" في كل كلمة ذكرها .. تحتاجون إلى مئة سنة لتتمكن بقية شعوب العالم من التأكد بأنكم رجال بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .. الرجولة ليست بالرمي بالحذاء إطلاقاً .. وإن كان "منتظر" سجيناً الآن فأنا أشيد بمن اعتقله وأشد على يده بالمصافحه ليكون الصحفي درساً لمن بعده من الصحفيين والمراسلين وغيرهم .. وليعلم الجميع بأن أقلامكم كفيلة برد اعتباركم من بوش ، ولسانكم أيضاً يستطيع ذلك في برامجكم وتقاريركم الاخباريه .. الغرب يأتون ويصورون عنا الأفلام الوثائقية ، عن حياتنا ومستشفياتنا والتعليم لدينا وحتى شارع التحلية بالرياض أتت مراسلة من الـ سي إن إن فقط لتصوير تقريراً عن هذا الشارع .. تقاريركم تكفي لو اقتديتم بتلك المراسله ، وستصل أصواتكم ورسائلكم والمغزى كذلك دون الحاجة للرمي بالحذاء طمعاً في الشهرة فقط ، ولو كان أكثر شجاعة لكان انتقم من قتلى المسلمين جميعاً وقذفه بالبندقية وليس بالحذاء .. لكن ماذا نقول؟! لا يسعني سوى أن أقول ما قاله جيمي : تحتاجون مئة عام لنتمكن من مناداتكم بالرجـــال .. ودمتم يا عرب عبيداً عند رؤساءكم وقادتكم وحكامكم وكلاباً عند قادة الغرب .. ألقاكم في وقتٍ آخر ومن الآن إلى ذلك الوقت دمتم بحفظ الله ورعايته ثم بحفظ ورعاية معزّبكم الجديد وعمّكم اوباما ..